تعتبر أزمة سد النهضة الإثيوبي واحدة من أكثر القضايا حساسية في منطقة حوض النيل، حيث تتعلق بحقوق مصر المائية التي تعتمد بشكل كامل على نهر النيل. في السنوات الأخيرة، اتخذت مصر مجموعة من الإجراءات العسكرية والدبلوماسية للتعامل مع هذه الأزمة.
التحركات العسكرية
تظهر التحركات العسكرية المصرية في الآونة الأخيرة، بما في ذلك التعاون العسكري مع دول مثل السودان وجيبوتي، أن هناك استعدادات عسكرية محتملة لمواجهة التهديدات المرتبطة بسد النهضة. فقد أجرت مصر عدة مناورات عسكرية مشتركة مع السودان تحت اسم "حماة النيل"، مما يعكس التزامها بتعزيز التعاون العسكري لمواجهة أي خطر قد ينجم عن السد12.
التصريحات الرسمية
أشار المسؤولون المصريون، بما في ذلك وزير الخارجية، إلى أن قضية المياه تمثل "حياة أو موت" لمصر. وصرحوا بأن مصر ستدافع عن مصالحها المائية بكل الوسائل الممكنة، بما في ذلك الخيار العسكري إذا لزم الأمر. ومع ذلك، أكدوا على أهمية الحلول الدبلوماسية والقانونية34.
السيناريوهات المحتملة
بينما يعتبر بعض الخبراء أن الخيار العسكري مستبعد بسبب المسافة الجغرافية بين مصر وإثيوبيا ونقص الطائرات القادرة على تنفيذ هجمات بعيدة المدى، فإن البعض الآخر يرى أن مصر قد تلجأ إلى هذا الخيار إذا استمرت إثيوبيا في ملء السد دون اتفاق ملزم125.
التعاون الإقليمي
تعمل مصر على تعزيز علاقاتها العسكرية مع دول الجوار مثل الصومال والسودان، وهو ما قد يزيد من التوترات مع إثيوبيا. وقد اعتبرت هذه التحركات جزءًا من استراتيجية أوسع لحماية الأمن المائي المصري وتعزيز موقفها في المفاوضات46.
الخلاصة
تظل الإجراءات العسكرية المصرية بشأن سد النهضة موضوعًا معقدًا يتطلب توازنًا دقيقًا بين القوة والديبلوماسية. بينما تستعد مصر لمواجهة أي تهديدات محتملة، فإنها تظل ملتزمة بالبحث عن حلول سلمية تضمن حقوقها المائية وحقوق دول المصب الأخرى.
